نحن المسلمون لدينا روابط اجتماعية وصلات قوية ونحافظ عليها، لذا لدينا حقوق على بعضنا البعض من الناحية الاجتماعية والاقتصادية. هذا ينطبق بشكل خاص على الصدقة الجارية(Sadaqah Jariyah) ، حيث أن المحسنين لا يقومون فقط بتلبية للاحتياجات اليومية للفقراء. بالإضافة إلى ذلك ، هناك نوع من الأعمال الخيرية، التي تخلق الفرص المستدامة للفقراء للارتقاء بوضعهم الاقتصادي والمعيشي، ومنها الصدقة الجارية. فيما يلي بعض الأمثلة الرائعة على صدقة جارية!
1. مهارة نافعة
قال النبي محمد صلى الله عليه وسلم: ( " مَنْ عَلَّمَ عِلْمًا فَلَهُ أَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهِ لاَ يَنْقُصُ مِنْ أَجْرِ الْعَامِلِ ").
من علَّمَ عِلْمًا"، أي: علَّمَ غيرَه ونقَلَ إليه ما عندَه مِن العلْمِ؛ قليلًا كان أو كثيرًا، ولا شكَّ أنَّ المقصودَ به العلْمُ النَّافِعُ "فله أجْرُ مَن عمِلَ به"؛ لأنَّ الدَّالَّ على الخيرِ كفاعِلِه، ولأنَّ مَن سَنَّ في الإسلامِ سُنَّةً حَسَنةً فلَهُ أجْرُها، وأجْرُ مَن عمِلَ بها، والمعنى: فلَهُ أجْرٌ
فلَهُ أجْرٌ مثْلُ أجْرِ مَن عمِلَ بذلك العِلمِ، بشرطِ الوصولِ إليه مِن طريقِه، "مِن غيرِ أنْ ينقُصَ مِن أجْرِ العامِلِ"، بل لذلك أجْرُ التَّعليمِ، ولهذا أجْرُ العمَلِ. على سبيل المثال لا الحصر، إذا كان على المرء أن يعلم طفلًا أن يصلي ، فإنه سيجنون أجر كل صلاة يؤديها.
2. بناء مراكز مجتمعية متكاملة: المساجد والمدارس ومراكز الرعاية الصحية
يمكن للمرء أن يساهم في بناء (building of these institutions by financing their needs)هذه المؤسسات من خلال تمويل احتياجاتها متادياً، أو التبرع بالوقت والجهد لبنائها. سيؤدي اي جهد وضع في تطوير هذه المرافق إلى جني المتبرع الثواب، طالما أنها مفتوحة وتعمل. وذلك لأنة هذه المنظمات توفر موردًا مستمرًا للاحتياجات الروحية والاجتماعية والعاطفية للمجتمع بأكمله. وبهذه الطريقة ، يشجعنا الله ليس فقط على دعم هذه المؤسسات، ولكن للدعوة إلى إنشائها في المناطق التي تحتاجها.
هذه فرص لتطوير الزراعة في المجتمع. هناك العديد من المجتمعات التي تستخدم الزراعة، ليس فقط للحفاظ على احتياجاتهم الغذائية المباشرة، ولكن لدعم معيشتهم لِسنوات قادمة. على سبيل المثال، قد توفر النباتات المنتجة للفواكه سلعًا يمكن بيعها لتحقيق مكاسب مالية،أو التبرع بزوج من الماشية يوفر اللحوم والالبان والاجبان للعائلة، ويمكن أن تتكاثر الماشية، ويتم بيع الفائض من إنتاجها لِتوفير دخل مادي.
قال النبي محمد صلى الله عليه وسلم: "إن أردت أن يلين قلبك فأطعم المساكين وامسح رأس اليتيم". يمكن للمرء أن يميل إلى توفير الحاجات اليومية لليتيم عن طريق كفالته مالياً أو التبرع بالسلع مثل الملابس والطعام. كما أشار الرسول صلى الله عليه وسلم إلى أهمية الاهتمام بحاجاته العاطفية، الترحيب باليتيم في المنزل أو قضاء الوقت معه. كفالة اليتيم من أعظم وأجل الأعمال الصالحة. فضله مستمر ولا ينقطع بإذن الله تعالى، لأنه اليتيم من أشد الناس حاجةً لمن يرعاه ويكفله،كما أنها استثمار حقيقي للإنسان، فكل ما يعمله ذلك اليتيم من عمل صالح، فهو في ميزان حسنات كافله. ولذلك فهو من أفضل الأعمال عند الله تعالى.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"أفضل الصدقة سقي الماء". الماء هو حاجة أساسية لجميع الناس ، ومع ذلك فإن البعض لا يستطيعون الحصول على المياه الصالحة للشرب. في الواقع ، لا يستطيع ثلث سكان العالم الوصول إلى المياه النظيفة. من الطرق السهلة لجعل الوصول إلى المياه أكثر سهولة بالنسبة للآخرين هو الاستثمار في بناء بئر أو توفير مضخة مياه، يمكن أن يخدم توفير المياه النظيفة مجتمعات بأكملها من الناس الذين يحتاجون إلى المياه للشرب والطبخ والتنظيف ورعاية المحاصيل والماشية. من خلال دعم هذه الحاجة اليومية ، قد يكافأ المرء نتيجة ازدهار المجتمع من هذه المساهمة.