يبدو مبنى جامعة الزكاة فى حلة زاهية فالطلاء على جدرانها لم يجف بعد ومع إن حجرات الدراسة لا تزال فارغة الآن، فإن الشباب السوري في الأسابيع المقبلة سوف يملأ جميع الطوابق الستة فى هذا المبنى والذي تم تجديده حديثاً، وبالنسبة لكثير من الشباب السوريين المشردين سوف تكون هذه هى المرة الأولى التي يدخلون فيها قاعات دراسية منذ عدة سنوات خلت، ومع ذلك فإن الأمر المفرح أنهم لن يحتاجوا عبور الخطوط الأمامية من منطقة الصراع في الفصل الدراسي القادم، من أجل الوصول إلى أبواب مدرستهم ولن يكون هنالك داعي للقلق.
إن نظرة خارج النافذة، تمكننا من رؤية غازي عنتاب، البلدة التي تقع على الحدود التركية السورية، حيث نشاهد وصول لاجئين جدد كل يوم وعلى مسافة 75 ميلاً من هذا المكان تقع مدينة حلب والتي كانت لوقت قريب تمثل مركزاً حضرياً مزدهراً في سوريا لكنها صارت الآن وسط منطقة مشتعلة بالحروب.
وقد أدت هذه القضية الضخمة للاجئين إلى خلق أزمة التعليم في هذا الإقليم وتشير تقديرات منظمة اليونيسف إلى أن الملايين من الأطفال السوريين ليس لديهم إمكانية الحصول على التعليم المناسب تحت ظل هذه الظروف.
لقد قامت مؤسسة الزكاة الأميركية في الآونة الأخيرة باتخاذ خطوات هائلة لفتح الجامعة الخاصة بها بهدف خدمة هؤلاء الطلاب اللاجئين السوريين .
و صرّح السيد خليل دمير المدير التنفيذي لمؤسسة الزكاة الأميركية Al-Fanar Media، إن الهدف الأساسى من إنشاء الجامعة هو تمكين الجيل القادم من المهنيين السوريين الذين من المتوقع أن يساعدوا في إعادة بناء بلادهم."
وعلى حسب الخطة الموضوعة لها فإن هذه المؤسسة التعليمية سوف تحتوى على كافتيريا ومكتبة ، بالإضافة إلى 36 قاعة دراسية وتشمل أعضاء هيئة التدريس 15 بدوام كامل و 20 بدوام جزئي، ومن اهم المميزات التى تتميز بها الجامعة الزكاة أن اللغة العربية هي لغة التدريس المعتمدة في الجامع.
ولقد واجه الطلاب السوريين في الماضي صعوبات جمة لمحاولة الاندماج في نظام التعليم العالي التركي لذا فإنه من المتوقع أن يساعد استعمال اللغة العربية في التدريس في إزالة الحواجز اللغوية لفهم المادة التعليمية.
من المتوقع أن تبدأ الدراسة في سبتمبر وتشتمل على كورسات متعددة منها علوم الكمبيوتر والتعليم والإدارة والعلوم الإنسانية والعلوم الاجتماعية، ولقد بدى جلياً إقبال الطلاب للإلتحاق بالجامعة وبلغ عدد الطلبة المسجلين إلى الآن 120 طالباً مع تزايد أعداد الطلاب لتسجيل كل يوم.
ويعتقد ممثلو مؤسسة الزكاة في غازي عنتاب بأن الجامعة ستتمكن بسهولة من الوصول إلى سعتها القصوى والتي تحدد لها ب 400 من الطلاب.
هناك جيلٌ ضائع من السوريين الذين يواجهون مصاعب جمة وتحديات واسعة فقد فَقَدَ بعضُ الشباب السوري كل شيء فقدوا عوائلهم ومنازلهم ، والآن تجدهم يفقدون فرصهم في التعليم المناسب.
من هذا المنطلق فإن الزكاة تؤمن بأن التعليم هو الركيزة الأساسية بالنسبة للشباب وتأمل أن تنتج جامعة الزكاة الجيل القادم من السوريين الذين سوف يساهمون بفعالية في إعادة بناء وطنهم.