قادت مؤسسة الزكاة الأميركية، قمة السلام والازدهار في غامبيا، بالشراكة مع خبراء من اليونسكو وأكاديمية غامبيا ممثلة برئيستها المغنية والنشاطة سونا جوبارته، وذلك للمضي قدماً في الإصلاح التعليمي في جميع أنحاء قارة أفريقيا.
و تستعد غامبيا، التي تشتهر بسواحلها وصادراتها من الفول السوداني، لتصبح رائدة في مجال التعليم البديل، حيث تعاونت مؤسسة الزكاة عام 2022 مع أكاديمية غامبيا، إدراكًا منها لأهمية التعليم وقوته في التغيير والرقي بالمجتمعات .
وقال جوبارته " يلعب التعليم دورا أساسيا وحيويا في تغيير العقول،الأمر الذي يحدد درجة نجاح الأمة في مسيرتها نحو تقرير المصير، والاعتماد على الذات، والحكم الرشيد، والاستدامة الذاتية الاقتصادية".
وأوضحت أنها قامت بتسليط الضوء على التعليم من خلال قيام أكاديميتها بتطوير مناهج محو الأمية الجديد بشكل فريد، بما يتماشى مع معايير المناهج الوطنية في المملكة المتحدة والمناهج الأساسية المشتركة في الولايات المتحدة، مشيرةً إلى أنها تهدف لتمكين الطلاب من اكتساب مهارات الاتصال، والتفكير النقدي لتحقيق النجاح في بلادهم، الأمر الذي يقلل الحاجة إلى الهجرة و البحث عن فرص في أماكن أخرى، حيث من المقرر أن يصبح هذا الإطار التعليمي نموذجًا أساسيًا للمدارس في جميع أنحاء إفريقيا.
وسافر السيد خليل دمير، المدير التنفيذي ومؤسس مؤسسة الزكاة الأميركية، إلى غامبيا لحضور قمة فبراير 2024 للسلام والازدهار في منطقة الساحل وفي جميع أنحاء أفريقيا،بمشاركة مثلو اليونسكو، بمن فيهم الدكتورة للا عائشة، وبن بركة، والدكتور إبراهيما عبد الحيو سيسي، والدكتور أداما أوان، والدكتور مولاي كوني، وآن تيريز ندونج جاتاكان.
واكد دمير خلال الزيارة على أهمية تعليم الأطفال الغامبيين ليصبحوا قادة المستقبل، وتعزيز الشراكة مع أكاديمية غامبيا، نتيجة النجاح الذي حققته في التعليم.
وتواجه أفريقيا تحديات مستمرة بما في ذلك، الحروب والفقر والافتقار إلى التعليم المناسب والرعاية الصحية،لذلك تسعى القمة لوضع مخطط للإصلاح التعليمي ليس في غامبيا فقط ، بل في القارة الأفريقية بأكملها، حيث ناقش الخبراء على مدى 3 أيام نجاح أكاديمية غامبيا ،وجمع الحلول العملية للتغيير الإيجابي.
وقاموا بجولة في أكاديمية غامبيا، وحضروا حفل استقبال في السفارة الأمريكية مع السفير شارون إل كرومر، وأجروا جلسات تخطيط، وتم اطلاعهم على الرعاية الصحية والتعليم للطلاب.
سيتم مشاركة البيانات والحلول الصادرة عن هذه القمة مع سفارة الولايات المتحدة والمؤسسات ذات الصلة على أمل أن يتم محاكاة نجاح أكاديمية غامبيا في جميع أنحاء أفريقيا.
وقد تعهدت ZFA بتقديم دعم وتمويل إضافيين للرقي بمستقبل الأكاديمية، وتطوير المناهج الدراسية، وإنشاء منهج التراث الأفريقي المبتكر، وذلك من خلال دمج الدورات الدراسية لمحو الأمية والتراث الأفريقي، و تهدف المنظمة إلى تمكين الطلاب الشباب الموهوبين في أكاديمية غامبيا.
ومن الأمثلة على نجاح الأكاديمية مايكل، الذي كان يواجه الصعوبات المالية والتنمر قبل الانضمام إلى المدرسة،الأمر الذي أثر على صحته العقلية ورفاهيته، ولكن بعد انضمامه إلى الأكاديمية، حصل على دراجة هوائية لتسهيل التنقل إلى المدرسة، وتلقى الدعم والرعاية .
وأعرب مايكل عن تقديره لأساليب الأكاديمية التعليمية والطريقة التي يشرح بها المعلمون الدروس، مما يعزز الفهم العميق والارتباط بالتعليم، مضيفاً أن طريقة التعلم مختلفة في الأكاديمية، ولدى الطالب المزيد من الوقت ، والطلب من المعلم إعادة شرح ما التبس عليهم حتى لو كان 10 مرات.
وقالت الدكتورة جوبارته التي لاحظت مدى تغير مايكل منذ التحاقه بالأكاديمية " كانت رغبته الوحيدة التخلص من التنمر الذي كان يعاني منه، حيث أصبح الآن واحدًا من أكثر الطلاب تميزًا في المدرسة، بعد أن كان أمله الوحيد التخلص من التنمر، مشيرةً أن انغماسه السريع في هذه الدروس الأولية في القراءة والكتابة، يوفر دليلاً مبكرًا على أن نموذج التعلم الفريد الخاص بنا سيحقق الأهداف المرجوة، ويكون أداة قوية لجميع المستويات العمري
يذكر أن منهج التراث الأفريقي الجديد للطلاب، سيضمن دراسة الماضي، والتعلم من الحاضر، والعمل على بناء مستقبل أفضل من خلال التفكير النقدي والمهارات التحليلية، و سيساعد التدريب العملي على حل المشكلات، والتعلم القائم على المشاريع الذي سيساعد الطلاب على اكتساب الثقة في صفاتهم القيادية، بهدف زيادة الاستقرار الاقتصادي وفرص العمل،و ستعمل مؤسسة الزكاة الأمريكية بشكل وثيق مع أكاديمية غامبيا لتسهيل هذه الأهداف، وتحقيق عام أكاديمي ناجح