أحلامك تمثل مستقبل أفغانستان: تعزيز التعليم فى مدرسة الشيخ ياسين الخاصة بالفتيات

اصطفت مجموعة من الفتيات في محافظة وارداك الأفغانية، والتي تقع في الجزء الشرقي الأوسط من البلاد، وذلك إستعداداً لبدء يوم دراسي جديد وفى مقابلهم تقع مدرسة الشيخ ياسين للبنات، ذلك المبنى المتواضع والذي يمثل مكاناً محبباً للعديد من الفتيات اللاتي يقطعن مسافات طويلة قبل الوصول للمدرسة.
تمثل هذه التجربة بالنسبة لهذه المجموعة من الفتيات الصغيرات حلماً جديداً، أنها تجربة جديدة تتمثل في المشاهدة والتعرف على أشياء جديدة مثل الزي الرسمي، المكتبة ومختبر الحاسوب ومنذ وقت ليس بالبعيد ، كان كل هذا حلماً بالنسبة للفتيات في أفغانستان.

لقد أصبحت مدرسة الشيخ ياسين واقعا ملموساً معاشاً وقد تحقق ذلك بمساعدة مؤسسة الزكاة الأميركية التي تؤمن وتعتقد اعتقاداً جازماً بأن كل طفل في العالم يستحق التعليم، ومن أجل تحقيق ذلك الهدف فقد قامت الزكاة بتقديم منحة مالية لمدرسة الشيخ ياسين بهدف العمل على مواصلة تعزيز التعليم للشباب وخاصة الفتيات الأفغانيات.
وقد تمّ افتتاح هذه المدرسة في عام 2005، و يدرس بها حالياً 187 طالباً (فى الصفوف من الرابع إلى التاسع ) يأتون من 12 قرية مجاورة، ويتكون إقليم ورداك من سبعة مقاطعات يوجد عدد قليل من بينها يوفر مدارس حكومية للبنات.
محمد إلياس باريكازى، احد مدراء البرامج التى تعمل فى مجال المبادرات التعليمية في أنحاء أفغانستان المختلفة، قال" أنا شخصيا سعيد جدا وممتن لمؤسسة الزكاة الأميركية لما تقوم به من دعم للطلبة المحتاجين والفقراء في أفغانستان "،وبين باريكازى أن دعم الوالدين هو العامل الأكثر أهمية لتعليم البنات في المنطقة ، مضيفا إذا كنا لا نملك دعم المجتمع المحلي وأولياء الأمور، فقد يكون من المستحيل فتح مدرسة حكومية للبنات.

وأكد باريكازي على أن المجتمع المحلى وأولياء الأمور سعداء للغاية، ويتمنون استحداث برامج جديدة تساعد في تطوير تعليم أبنائهم وبناتهم.
لقد اتسمت فترة التسعينات في أفغانستان بعدم الإستقرار في المجال السياسي مما انعكس على التدني في التحاق الأطفال بالمدارس، وأشارت الإحصاءات إلى أن عدد الأطفال الذين يذهبون إلى المدارس في أفغانستان بلغ أقل من مليون طفل خلال تلك الفترة وأن 3% فقط من الفتيات في البلاد يتلقين التعليم، وذلك بسبب التهديدات والهجمات الدائمة ضد المؤسسات التي تخدم الفتيات.
وعلى الرغم من كل ذلك فإن الأمور قد بدأت تتحسن ببطء ولكن بثبات،ويتبين ذلك في تزايد نسبة النساء اللاتى يذهبن للمدارس حيث بلغت النسبة 36 ٪ من النساء في أفغانستان، ولكن لا يزال مستوى محو أمية المرأة في أفغانستان واحداً من أدنى المعدلات في العالم حيث يبلغ 14% فقط.

تقوم العديد من المنظمات الشعبية في أفغانستان بدور هام لمساعدة الجيل القادم من الأفغان ، وإحدى هذه المنظمات (Afghans4Tomorrow A4T ) ، وهي منظمة إنسانية متخصصة تكرس جهودها في إعادة الإعمار والتنمية في أفغانستان، وقد بدأت مؤسسة الزكاة في السنوات الأخيرة العمل والتعاون مع تلك المنظمة، لتنفيذ العديد من البرامج التعليمية والتى تمثل مدرسة الشيخ ياسين واحدة منها.
وقامت بعض الفتيات من مدرسة الشيخ ياسين بكتابة وإرسال مخطوطات يشكرن فيها مؤسسة الزكاة الأميركية على دعمها لتعليم المرأة في أفغانستان ومن هذه الرسائل ما عبرت عنه إحدى الطالبات في الصف السادس. وقالت"أنا إسمي مروة أريد أن أقول لكم شكراً لأنكم كنتم الخلفية في التعليم بالنسبة لنا".

وكتبت طالبة أخرى في الصف السابع واسمها سلمى عيسى" أريد أن أشكر الله الذي يدعم الجهات المانحة وكذلك أشكر الجهات المانحة التي تقدم لنا الدعم". وأعربت سلمى عن سرورها لأن التعليم المنزلي لم يعد هو الخيار الوحيد، و إنها لديها الآن الفرصة للذهاب إلى مدرسة حقيقية مثل الفتيات في كابول،ثمّ ختمت سلمى خطابها العبارات المتفائلة التالية " بارك الله فى كل من يقدم لنا يد العون والمساعدة وإننا نعد المانحين بأننا سوف نبذل قصارى جهدنا لأجل تطوير مجتمعنا".
عبّرت الطالبة باتونى سلطان جان والتى تدرس فى الفصل التاسع عن آمالها المستقبلية بالكلمات التالية "آمل أن أكون أفضل طبيبة في أفغانستان من أجل دعم ومساعدة الأفغان الفقراء"، مبدية رغبتها في مواصلة تعليمها العالي على مستوى الكلية أو الجامعة.

ولكن للأسف لا يوجد مثل هذا النوع من التعليم فى منطقتها بالإضافة إلى أن فرص مواصلة التعليم بعد الصف التاسع تكون محدودة وأن فرص الالتحاق بالجامعات في كابول تكون ميسرة فقط للفتيات من الأسر الثرية.
وأكّد محمد إلياس باريكازي على وجود خطط مستقبلية لبناء المزيد من المدارس مثل مدرسة الشيخ ياسين، وبالأخص في المناطق غير الآمنة في البلاد، معبرا عن اعتقاده الجازم بأن هذه المراكز ستكون المفتاح لتحقيق السلام والتنمية في أفغانستان .
وأشار إلى أن كل هذه الخطط لا يمكن أن تحقق على أرض الواقع من دون دعم من الجهات المانحة والتي تشمل كل الخيرين من أمثالكم.
إنّ مؤسسة الزكاة الأميركية تؤمِنْ بأن التعليم هو حق إنساني عالمي، وأن كل طفل في جميع أنحاء العالم يستحق أن يعطى الفرصة للذهاب إلى المدرسة، وبعون الله ودعم الجهات المانحة، سوف تواصل الزكاة الاستمرار في هذه المهمة لدعم المؤسسات التعليمية مثل مدرسة الشيخ ياسين.







Categories: Stories