لماذا يجب التبرع لإغاثة باكستان من الفيضانات

why donate to pakistan flood relief 11 28 22

 في خطوة غير مسبوقة، سوف تعوض اتفاقية (new U.N. climate agreement will pay developing nations for loss and damages caused by global warming) كانت فيضانات باكستان بمثابة حافز لهذا الاتفاق ، ولكن من الذي سيساعد باكستان وهي تتعافى من الفيضانات التي اجتاحت المنطقة حالياً، الوضع لا تحتمل التأجيل؟ سوف يستغرق الأمر سنوات لإعادة البناء والتعافي ، وصندوق تغير المناخ التابع للأمم المتحدة لم يبدأ حتى الآن.

هل لا يزال الناس في باكستان بحاجة إلى الإغاثة بعد ستة أشهر من حدوث الفيضانات الموسمية؟

نعم ، حاجة الشعب الباكستاني لتبرعاتكم للإغاثة العاجلة اليوم، أكثر الحاحاً  من أي وقت مضى للتعافي من الفيضانات،وخاصة الأطفال والأمهات الشابات والفقراء في الريف.Why Pakistan Flood Emergency Relief Matters?

 لماذا يعاني الأطفال والشابات وفقراء باكستان أكثر من غيرهم من الفيضانات؟

تعد باكستان واحدة من أكثر دول العالم تأخراً، التطور المحدود أو الحداثة القليلة تخدم الناس بشكل غير متناسب عكس الناس في المراكز الحضرية الكبرى، وهذا يعني أن سكان المناطق الريفية - مثل إقليم السند ، أحد أكثر المناطق تضررًا من الفيضانات ،لديهم القليل جدًا من البنية التحتية، والنقل والقدرة الاقتصادية لإعادة بناء حياتهم. وعند وقوع كارثة هائلة مثل الفيضانات  التي حدثت هذا الصيف ، فإن الأطفال والنساء الشابات والأشخاص الذين يعيشون في فقر مدقع هم الأكثر تضرراً من الكارثة.

الأطفال: بحسب بيان اليونيسف العاجل الذي أصدرته مؤخراً، فإن أكثر من 10 ملايين طفل باكستاني تضرروا من الفيضانات، قد يموتون من سوء التغذية والمرض، ونقص المياه صالحة للشرب والأدوية و المأوى المناسب، والتجهيزات لحلول فصل الشتاء.بالفعل ، حيث نصف حالات الوفاة البالغة 1700 حالة وفاة من الفيضانات ، كان أكثر من نصفهم من الأطفال.

الأمهات الشابات: خطر الموت نفسه الذي يلوح في الأفق الآن على أطفال باكستان الذين غمرتهم الفيضانات يخيم على رؤوس مئات الآلاف من النساء الشابات في سنوات الإنجاب ، مرة أخرى ، لا سيما في مجمع المناطق الريفية المترامية الأطراف في إقليم السند لعدد من الأسباب:

1- أن انتشار الأمية بين الإناث في الريف، يؤثر على نظم العلاج لهن ولاِطفالهن،حيث لا يمكنهم قراءة الوصفات  الطبية جرعات الدواء.

2- نقص عدد الطبيبات وعمالات الإغاثة المستعدين للسفر لمساعدة المنكوبين، بالرغم من  أن أكثر من ثلثي طلاب الطب الباكستانيين من النساء ، إلا أنهن غير مستعدات للخدمة في العيادات الميدانية.

3- تخسى النساء الريفيات من تزايد العنف الجنسي القائم على النوع الاجتماعي الذي ابتليت به الأمة.

4-  لن تقبل العديد من النساء الريفيات العلاج من الأطباء الذكور أو العاملين في مجال المساعدة ، في حين أن هؤلاء المهنيين أنفسهم لا يريدون المخاطرة بخرق هذا الانقسام الثقافي القوي.

5- وقال ضحايا الفيضانات الريفية إن سكان المخيم محتجزون في ظروف شبيهة بحديقة الحيوان. هناك انعدام أمن غذائي هائل وهدر للغذاء نتيجة عدم كفاءة الأفراد العسكريين، وغير مدربين على التدخلات الإنسانية ، يرمون ببساطة المؤن في الهواء من شاحنات النقل إلى الحشود الجائعة ، مما يجعل الكثير منها غير صالح للأكل.

هناك حاجة كبيرة لتدخل إغاثي هادف ومهني من قبل المنظمات الإنسانية الإسلامية، مثل مؤسسة الزكاة الأميركية التي لها حضور قوي في المناطق الحضرية والريفية، و ولديها فرق من خبراء  وعاملين الإغاثة المحليين.

ما هي أبعاد أزمة الفيضانات الناجمة عن تغير المناخ؟

الناس الأكثر ضعفاً في باكستان يدفعون الثمن الباهظ لكارثة المناخ المصنَّعة عالمياً من قِبل البلاد الغربية الغنية.

لقد عانت جموع الفقراء من كارثة مناخ الرياح الموسمية، والتي أثرت على 33 مليون شخص ، مما أدى إلى خسائر في الأرواح والممتلكات،وتشريد ما لا يقل عن 8 ملايين شخص في ساعات قليلة ، وإغراق ثلث باكستان.

بلغت المساحة الشاسعة التي تأثرت من الفيضان 57 مليون فدان من الأراضي الزراعية الحيوية التي غمرتها المياه، وتعتبر أكبر بثلاث مرات من مساحة دولة البرتغال.

في مقاطعة السند وحدها ، تسببت الأمطار الغزيرة في وجود بحيرتين عملاقتين تغطيان مساحة 40 ألف ميل مربع، حيث غُمرت فجأة تحت الماء، وغطت مياه الفيضانات حوالي 300 قرية بالكامل في السند وحدها، وحولت العشرات إلى جزر ، مما أدى إلى تقطيع سكانها.


كيف عاش هؤلاء الفقراء قبل الفيضان؟

معظم فقراء باكستان الذين ضربتهم الفيضانات هم من مزارعي الكفاف، وبسبب ذلك فقدوا ما يقدر بنحو 20 مليار دولار من المحاصيل. و وفقًا لتقديرات البنك الدولي، تجاوز إجمالي أضرار الفيضانات في البلاد 30 مليار دولار ،وغرق نحو 750 ألف رأس من مواشي المزارعين.مع هاتين النتيجتين فقط من الفيضانات ، خسرت الأسر الزراعية الفقيرة في باكستان معظم استثماراتها وثرواتها. 

قضت الفيضانات على جميع المزارعين، حيث خسرت باكستان حوالي 2٪ من ناتجها المحلي الإجمالي في محصولها الأساسي الأكثر ربحًا. كما جرفت الأمطار وذوبان الأنهار الجليدية أكثر من 50٪ من نخيل الأرز وقصب السكر، وغير ذلك من المحاصيل الزراعية في البلاد.

هؤلاء المزارعون الفقراء ليس لديهم مدخرات، وأصبحوا لاجئي كارثة المناخ ، ليس لديهم أي فكرة  متى أو من أين ستأتي وجبتهم التالية. لا يمكنهم العثور على طعام، لإطعام أسرهم الجائعة والأطفال المرضى.

الآلاف من الأطفال  يعانون الآن من الهزل و هشاشة العظام ،و أصيب ملايين من الأطفال بالملاريا وحمى الضنك والتيفوئيد والكوليرا والدوسنتاريا ،وغيرها من الأمراض القاتلة المنقولة عن طريق المياه.هؤلاء الأطفال والعائلات ليس لديهم ما يلجأون إليه - لا شيء سوى ضمائرنا الإسلامية وتعاطفنا معهم.

ولكن ألا ينبغي أن تكون الدول الغنية التي ينفث منها الكربون في العالم مسؤولة عن ضحايا كارثة المناخ؟

من منظور العدالة المناخية ، نعم. لكن صندوق "الخسائر والأضرار" الذي وافقت عليه الدول الغنية (اعتبارًا من 20 نوفمبر 2022 في قمة المناخ (COP27)  في مصر جاء على مضض ومتأخر ، حيث أقرت  الدول الغنية المساهمة مع الدول الفقيرة التي تقع شعوبها ضحية نتيجة تجاوزات تلك الدول ،لكن لا أمل في الوصول إلى ضحايا الفيضانات الناجمة عن تغير المناخ في باكستان في الوقت المناسب لإنقاذ حياتهم.

لكن قلب المسلم الحي يشعر على الفور بالعجز المطلق واليأس من إخوانه وأخواته المؤمنون،وكأنهم جزء من نفس الجسد الذي يسكنه. وفي الحال ، نسعى إلى المساعدة.

يعلم القلب المؤمن أن الله والنبي عليه السلام دعانا شخصيًا وجماعيًا للاستجابة، كلما واجه إخواننا وأخواتنا الذين هم جزء منا ، محنة أو خطر مهددًا للحياة.

إن تقديم المساعدة الضرورية لمن يعانون من باكستان هي أمر حيوي بالنسبة لنا - و مرتبطة في بقائنا الشخصي والجماعي كمؤمنين مسلمين لديهم إيمان حي.

ماذا اخبرنا الله والنبي عليه السلام في مساعدة المسلمين المنكوبين؟


لقد أوضح الله سبحانه وتعالى للمسلمين منذ البداية، أن طبيعة علاقتنا الجماعية والفردية هي حرصنا على بعضنا البعض:

حيث قال الله سبحانه وتعالى"إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَهَاجَرُواْ وَجَاهَدُواْ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ آوَواْ وَّنَصَرُواْ أُوْلَئِكَ بَعْضُهُمْم أَوْلِيَاء بَعْضٍ وَالَّذِينَ آمَنُواْ وَلَمْ يُهَاجِرُواْ مَا لَكُم مِّن وَلاَيَتِهِم مِّن شَيْءٍ حَتَّى يُهَاجِرُواْ وَإِنِ اسْتَنصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ إِلاَّ عَلَى قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُم مِّيثَاقٌ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ" سورة الأنفال الآية 72.

وقال ايضاً:

 "

وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ" سورة التوبة الآية 71.

 وقال سبحانه وتعالى

وَالَّذِينَ تَبَوَّؤُوا الدَّارَ وَالإِيمَانَ مِن قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِّمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنفُسِهِمْ وَلَوْ" كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ: سورة الحشر الآية 9.

وعلمنا حبيبنا مثالنا سيدنا محمد عليه السلام:

"مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى".رواه البخاري.

تتمثل صورة المسلمون كالجسد الواحد في تحقيق الأمور ثم نتفاعل بسرعة وبشكل جماعي للتخفيف من تلك المعاناة حتى زوالها.

وقال "رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ‏ "‏ الْمُؤْمِنُونَ كَرَجُلٍ وَاحِدٍ إِنِ اشْتَكَى رَأْسُهُ تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ الْجَسَدِ بِالْحُمَّى وَالسَّهَرِ ‏"‏ ‏.‏ راوه مسلم.

وقال صلى الله عليه وسلم قَالَ ‏"‏ الْمُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِ كَالْبُنْيَانِ، يَشُدُّ بَعْضُهُ بَعْضًا ‏"‏‏.‏ ثُمَّ شَبَّكَ بَيْنَ أَصَابِعِهِ‏.‏ وَكَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم جَالِسًا إِذْ جَاءَ رَجُلٌ يَسْأَلُ أَوْ طَالِبُ حَاجَةٍ أَقْبَلَ عَلَيْنَا بِوَجْهِهِ فَقَالَ ‏"‏ اشْفَعُوا فَلْتُؤْجَرُوا، وَلْيَقْضِ اللَّهُ عَلَى لِسَانِ نَبِيِّهِ مَا شَاءَ ‏"‏‏.

العمل الجمعي فيه كثير من المنافع التي تعود على الفرد والجماعة على حد سواء، فالبعض يُشجِّع البعض الآخر فيزدادون شجاعة، ويحدث التنافس الشـريف بين أعضاء الجماعة، ويعين بعضهم البعض عند الحاجة.

"إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُم بُنْيَانٌ مَّرْصُوصٌ" سورة الصف الآية 4.

ما هي المشاكل الأخرى التي خلقتها الفيضانات إلى جانب المرض والنزوح؟

جاء التضخم والكوارث  والفيضانات واستغلال البعض ذلك لتحقيق الربح المادي، حيث ارتفعت أسعار المواد الغذائية بشكل كبير، وتضاعف الحاجة لإنتاج القمح لتوفير الغذاء الأساسي في البلاد، وبخاصة خبز فطيرة الروتي. 

الدخل اليومي لمعظم المتضررين في باكستان  ليس أكثر من 3 إلى 4 دولارات، لا يمكنهم شراء الطعام بذلك المبلغ.

كما تضاعفت تكاليف الوقود ، مما أدى إلى زيادة تكاليف اجرة النقل بالنسبة للجزء الأكبر من العمال المسحوقين في البلاد حيث يكلفهم ذلك  نصف اجرتهم.

مع محاولة أوروبا استبدال الغاز الطبيعي الروسي المسال المستخدمة في التدفئة بسبب حرب أوكرانيا ، تضاعفت تكلفته في باكستان ثلاث أضعاف.

أدت الفيضانات إلى تدمير ما يقرب من 20000 مدرسة، الأمر الذي يستغرق وقتاً لإعادة بنائها ، وبالتالي يجب إنشاء وسائل تعليمية مؤقتة. وتزداد المخاوف من انتشار عمالة الأطفال في هذه الفترة المؤقتة  بين أطفال الريف.

النظام الزراعي في باكستان هو نظام إقطاعي، يتقاضى أصحاب الأراضي الأثرياء فوائد ربوية غير قانونية تتجاوز 108٪ على مزارعي الكفاف، وهذا المبلغ الربوي الباهظ بالفعل الذي يبقي مزارعي الكفاف محاصرين في حلقة مفرغة من الفقر قابلة للاستمرار نتيجة الفيضانات.

هل  تشهد  المناطق الريفية الآن هجرة جماعية إلى المناطق الحضرية؟

لا. معظم العائلات التي تعمل في زراعة الكفاف لن تبتعد عن منازلها وأراضيها الزراعية ،حتى لو غمرت المياه ،لأنها تحتفظ كل ما تملك ببساطة ، وتخشى أن يحتلها الآخرون، أو يستولون على ما تبقى من ممتلكاتهم.

وهم يعرفون أيضًا أن المدن لا تستطيع استيعاب أعدادهم، أو توفير الغذاء الكافي أو المأوى أو الرعاية الطبية لهم. أكثر من 1 من كل 3 أشخاص في باكستان مزارع كفاف أي ما نسبته (38٪).

بالإضافة إلى ذلك ، في العقد الماضي ، فرضت باكستان قيودًا مشددة على وجود المنظمات غير الحكومية في البلاد ويعمل عدد قليل جداً من وكالات الإغاثة داخل البلاد الآن ، مما يعني أن الناس فقدوا خبرة إنسانية كبيرة على الأرض لتنظيم وتقديم المساعدة لهم.

هل تستطيع مؤسسة الزكاة مساعدة ضحايا الفيضانات في باكستان؟

نعم

تتمتع مؤسسة الزكاة الأمريكية بحضور إنساني قوي ومتزايد في باكستان منذ ما يقرب من عقدين من الزمن.

لا تزال وسيلة خيرية دولية من الدرجة الأولى موجهة مباشرة إلى المحتاجين هناك ، وهي متخصصة في المناطق النائية في البلاد ، حيث جهزت العديد من المدارس بالطاقة الشمسية، وقدمت إلى العائلات المستورة عشرات الآلاف من وجبات الإفطار،وآلاف الكيلوات من لحم الأضاحي (قرباني ) الطازجة.

بالإضافة إلى ذلك ، تقدم مؤسسة الزكاة خدمات رعاية صحية كاملة من خلال المستشفيات والعيادات.

أرسل الإغاثة الطارئة لضحايا كارثة المناخ في باكستان من الأطفال والأمهات الشابات ومزارعي الكفاف الفقراء

تبرع الآن

Categories: Stories