يبدو أن الطريقة التي يُنظر بها إلى المؤسسات الخيرية الإسلامية، ليست بنفس الطريقة التي يُنظر بها إلى المؤسسات الخيرية الأخرى.
وبالرغم من أن المسلمين يشكلون حوالي ُربع سكان الأرض، فإن الكثير من العالم لا يعرفون الكثير عن الإسلام، أو لا يفهمونه بما يكفي، لذا من السهل عليهم أن يشعروا بالقلق من الأفكار التي لا يفهمونها نتيجة نقص المعلومات ، أو الفهم الخاطئ الذي قد يكون مخيفًا في بعض الأحيان.
ويعتبر ذلك جزءًا من أسباب تخوف غير المسلمين من المنظمات الخيرية الإسلامية، التي يخيم عليها الخوف وانعدام الثقة المستمرين منذ عقود في المجتمع الأمريكي، إلا أن أحداث 11 سبتمبر عام 2001 أججت تلك المخاوف، التي تصور المسلمين على أنهم عنيفين، وتم تصنيف الإسلام خطأ على أنه أنه عنيف، بالرغم من أن رسالة الإسلام هي رسالة السلام والرحمة والرأفة.
الخوف والكراهية والفهم الخاطئ تجاه المسلمين ليس بشيء جديد ، وبالتالي عدم الثقة في المؤسسات الخيرية الإسلامية ليست جديدة أيصاً.Fear and hate for Muslims is not new
لذلك، عندما بدأ كثيرون في الغرب الحديث بالنظر إلى المسلمين والإسلام بإزدراء،ويتصرفون بناءً على غضبهم وخوفهم وسوء فهمهم وجهلهم به،أنشأوا قوانين وقيود تستهدف المسلمين ،والمجتمع المسلم والجمعيات الخيرية الإسلامية بشكل مباشر وغير مباشر،(في الولايات المتحدة وخارجها)
أوهام حديثة تستهدف الجمعيات الخيرية الإسلامية
إن الخوف وانعدام الثقة الذين يخيمان على الجمعيات الخيرية الإسلامية في المجتمع الأمريكي،لم يأتي بمحض صدفة، حيث غالباً ما يستغل الأفراد هذه المخاوف والشكوك ويستفيدون من سوء الفهم، لتعزيز الإجراءات المعادية للإسلام في عالم المؤسسات غير الربحية، و يتلاعبون بالجمهور لقبول القواعد والاستراتيجيات المقيدة، كل ذلك يؤدي إلى تقوض تعاطفهم الفطري، وحرياتهم الشخصية ،ودورهم الشرعي كسلطة أخلاقية في هذا الوطن.
هذه هي الرسالة التي يرويها المدير التنفيذي لمؤسسة الزكاة الأميركية، خليل دمير، في كتابه الذي أصدره في عام 2019 بعنوان "الأوهام 9 حول الجمعيات الخيرية الإسلامية:" قصص من مؤسسة الزكاة الأمريكية". 2019 book 9 Myths About Muslim Charities: Stories from the Zakat Foundation of America.
ستجد ضمن صفحات هذا الكتاب قصصاً شاركها المدير المؤسس لمؤسسة الزكاة الأميركية ،بالاستناد إلى مصادر موثوقة، وتبدد هذه القصص الأوهام والتصورات الخاطئة غير المبررة المحيطة بالإسلام والأعمال الخيرية.
ويسلط الكتاب الضوء على العواقب في حال سمحنا للمصالح الحزبية أن تستمر في استغلال أفعالنا، استنادًا إلى هذه المخاوف التي لا أساس لها من الصحة.
الملايين من المحتاجين ممن يتلقوا المساعدة ضحايا هذه الأوهام سوءاً في مدينة شيكاغو أو الولايات المتحدة الأمريكية أو حول العالم،ولكن هذه الأوهام والأجندات الكبيرة التي تقف وراءها تمنع المساعدة عن المحتاجين وتعرضهم للحرمان.
مواجهة الأوهام بالحقيقة
كما كتب دمير في كتابه "الأوهام 9 حول المؤسسات الخيرية الإسلامية"الحقيقة هي أن الخير هو غريزة إنسانية طبيعية، والإسلام يصقلها بعناية"
ويضيف دمير أن القرآن يدعو الناس ويحثهم بشدة على تنمية طبيعتهم الخيرية في هذه الحياة،وأمرهم بتقديم شيء مما رزقهم الله، من صدقة واجبة ومستحبة، ليكون لهم ذخراً وأجراً موفراً في الحياة الآخرة، مضيفاً أن القرآن ربط العمل الخيري(الصدقة) بشكل قوي في الحياة الآخرة،كما في الآية الكريمة 254 من سورة البقرة.
"يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَنفِقُواْ مِمَّا رَزَقْنَاكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ يَوْمٌ لاَّ بَيْعٌ فِيهِ وَلاَ خُلَّةٌ وَلاَ شَفَاعَةٌ وَالْكَافِرُونَ هُمُ الظَّالِمُونَ"(الآية 254 سورة البقرة)
وقال دمير إن القرآن فرض الصدقة الواجبة( الزكاة) كما فرض الإيمان بالله مستشهداً بالآية 7 من سورة الحديد
آمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَأَنفِقُوا مِمَّا جَعَلَكُم مُّسْتَخْلَفِينَ فِيهِ فَالَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَأَنفَقُوا لَهُمْ أَجْرٌ كَبِيرٌ" الآية 7سورة الحديد"
الجمعيات الخيرية الإسلامية تسعى للتمسك برسالة القرآن
القرآن يوجه المسلمين لإعطاء sadaqahالزكاة والصدقة.zakat
والزكاة هي قدر معين من المال يتم إخراجه في وقت معين، وضمن شروط محددة لفئة معينة من المسلمين، كما أن الزكاة هي الركن الثالث من أركان الإسلام الخمسة الواجبة التي لا يكتمل إسلام المرء دون تأديتها.
الزكاة هي الركن الثالث من أركان الإسلام الخمس فرضها الله المسلمين على أموالهم وممتلكاتهم سنوياً، يخرجون منها للفقراء و المحتاجين والمستحقين الثمانية الذين حدد الله سبحانه وتعالى.
الصدقة هي التي تعطى بشكل طوعي أو إختياري، حيث لا يوجد للصدقة إطار زمني معين أو حدود أو أنواع معينة من الثروة كما في الزكاة، بل يمكن أن تكون الصدقة جميع أنواع فعل المعروف، والإحسان مثل اعتبار الكلمة الطيبة صدقة.
قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم "الكلمة الطيبة صدقة" رواه البخاري ومسلم
لذلك اتخذت مؤسسة الزكاة من مهمتها مساعدة المسلمين على أداء واجباتهم في دفع الزكاةspecific types of people who can accept zakat، وإعطاء الصدقات التطوعية بسهولة وبشكل صحيح، وتسهيل الأمر على المتبرعين الكرام في توصيل صدقاتهم، بأمانة وصدق وبكرامة إلى الفقراء والمحتاجين والمتضررين من الحروب، والمنكوبين في جميع أنحاء العالم.
مؤسسة الزكاة الأميركية تحمل على عاتقها الامانة في إستخدام كل قرش تتلقاه بصدق وأمانة وشفافية، حيث في عام 2022،تم إستخدام 91 سنتًا من كل دولار تم التبرع به مباشرةً إلى البرامج التي تساعد المحتاجين،منها 4 سنتات فقط ذهبت إلى تكاليف الإدارة، بينما 5 سنتات المتبقية إستخدمت في تكاليف التجميع.
والجدير ذكره أن مؤسسة الزكاة الأمريكية حصلت على أعلى تقييم" النجمة الرابعة " بنسبة 100% من منظمة Zakat Foundation of America has a 100% grade from Charity Navigator(Charity Navigator)، وذلك لإمانتها المالية و والتزامها بمعايير الشفافية، كما حصلت على أعلى تصنيف أيضاً من مؤسسة (BBB) لالتزامها بـ 20 معيارًا 20 Standards for Charity Accountability aمن معايير a BBB-accredited charityالمساءلة الخيرية التي تعتمدها.