تشكل الأوقات الصعبة في الحياة حجر الأساس للتجربة الإنسانية، ففي هذه الأوقات تكون الصدقة هي الأهم. يقول الله تعالى للمؤمنين في القرآن الكريم: "وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الْأَمْوَالِ وَالأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ" [البقرة: 15م:وَلَنَبْلُوَنَّكُم بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ ۗ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ (155)
الجميع يواجه مآسي وصعوبات وخسارات، وإن تفاوتت في صعوبتها وشدتها من شخص لآخر. كما تختلف النعم، فإن الاختبارات تختلف أيضًا؛ فقد يُبتلى المرء بمرض يستمر لبضع ليالٍ، أو قد يواجه سنوات من الضائقة المالية، أو فقدان شخص عزيز. هناك أمر واحد مؤكد: لا أحد منا محصن ضد تلك المحن.
في هذه اللحظات الصعبة والضعيفة، يصبح الإنسان في حاجة ماسة إلى رحمة الله ولطفه ورعايته. ونلاحظ في هذه الظروف الصعبة لطف الله سبحانه وتعالى بنا وعطفه علينا.
إذن، ماذا عن أولئك الذين يعانون من صعوبات أشد وأكبر في أنحاء العالم، مقارنة بما نواجهه نحن؟ الأمهات اللاتي يفقدن أطفالهن بسبب الجوع، والأطفال الذين يفقدون آباءهم بسبب الحرب، والأطراف المبتورة جراء القصف، والمنازل المدمرة، وانعدام الأمن جراء الخوف المستمر. من يقف إلى جانب هؤلاء؟
مؤسسة الزكاة الأميركية تعمل يومياً وبشكل مباشر مع هؤلاء الذين عاشوا تلك التجارب المؤلمة لتساعدهم على الشفاء وتعيد لهم الأمل. فقد وجدوا في مؤسسة الزكاة دعماً لا ينقطع، حيث توفّر لهم الطعام والمأوى والرعاية الصحية، وتعيد بناء حياتهم بيدٍ لطيفة.
في تلك اللحظات التي يبدو فيها كل شيء مظلماً ومؤلماً، وتكون الحالة النفسية في أدنى مستوياتها، قد تكون الابتسامة المطمئنة هي كل ما يلزم لتحويل الظلام إلى نور. هذه هي اللحظات التي تكون فيها الصدقة أكثر أهمية وأكثر تأثيراً.
تجارب اللاجئين، والأطفال المستضعفين، والأسر الفقيرة غالباً ما تبدو بعيدة عنا. لا يمكننا أن نتخيل الرعب من التعرض للقصف، أو القلق بشأن توفير وجبة الطعام التالية، أو الحرمان من التعليم، أو السير على الأقدام إلى بلد مجهول.
عند التبرع للبرامج المستدامة التي لدى مؤسسة الزكاة المنتشرة حول العالم، فإنك تستثمر في حياة شخص، وتقول له: "أنت قادر، وأنا أؤمن بك. هذه فرصتك: توفر لك الدعم في إيجاد مأوى أو منزل، أو تعليم، أو شفاء، أو صداقة."
ويجب أن نتذكر دائماً قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد، إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى."
عندما نرى معاناة إخواننا في جميع أنحاء العالم، يجب ألا يكون السؤال: "من سيساعدهم؟" أو "هل سيتم مساعدتهم؟"
بل السؤال الذي يجب أن نفكر فيه هو: "هل ستكون استجابة الله لدعائهم من خلالي؟"
إننا ندرك أن الألم، وليس السعادة، هو الذي يوحد البشرية ويعزز تواصلها ومن خلال المعاناة وقدرتنا على العطاء نتذكر بعضنا البعض.
وندرك من خلال الحاجة حاجتنا إلى بعضنا البعض كم هي ثمينة تلك الفرصة التي قد تكون فيها أنت النور في ظلام شخص آخر.
قد يكون تبرعك هو ذلك النور الذي يضيء ظلام شخص ما.