يُعتَبر شعبُ الروهينغيا الأكثر تعرضاً للاضطهاد في العالم فقد واجهت مجموعات الروهينغيا، وهي طوائف عرقية ذات أصول من بورما القمع المتواصل داخل وطنهم لعدة عقود من الزمان.
وقد أَدَت تلك الظروف السيئة إلى هروب أعداد كبيرة من الروهينغيا من وطنهم، ففي عام 2012 تدهور الوضع إلى مدى بعيد حيث لجأت مجموعات كبيرة من الروهينغيا للفرار من بلادهم مستعينين بشتى الوسائل الممكنة، ولكن للأسف فقد منعت الكثير من دول الجوار دخول هؤلاء الفارين إلى بلادهم، ولحسن الحظ فقد تمكنت العديد من الأسر في الأشهر الأخيرة من الهجرة إلى شيكاغو بالولايات المتحدة الأميركية.
وقد حُظِيَت هذه المجموعات التي وصلت شيكاغو باهتمامٍ بالغ ففى أحد الأيام نظمت مؤسسة الزكاة الأميركية حملة فى إحدى الكنائس على الجانب الشمالي من شيكاغو، لتوزيع مستلزمات الشتاء حيث تمكنت العديد من الأسر الوصول إلى مكان التوزيع و نالت حصتها من المستلزمات ، كما أعربت عن شكرها لمؤسسة الزكاة.
وقد سار التوزيع بصورة منتظمة ومرضية و تجلى ذلك في تعليق يارا إحدى المتدربات العاملات مع الزكاة، حيث قالت "لقد كانت تجربة توزيع مجموعات الشتاء للاجئي الروهينغيا مجزية للغاية "
وأضافت يارا كانت هناك أربع نساء من اللاجئين قدمن المساعدة في توزيع الطرود عندما أصبح العمل شاقاً وعصيباً. لقد قدرنا هذه الروح العالية لهؤلاء النسوة اللاتي قدمن الآخرين على أنفسهن”.
وأشارت لقد كان بإمكان هؤلاء النسوة أن يستأثروا بحجز مجموعة من مستلزمات الشتاء لأنفسهن وعوائلهم لكنهن يفضلن الآخرين على أنفسهن ليتأكدن أن الجميع قد نالوا حصتهم كاملة.
واختتمت يارا "إنّ المساعدة التي وجدناها من هؤلاء النسوة حققت ما كان في حكم المستحيل إني أسأل الله أن يبارك فيهن”.
وتبين الإحصاءات الحالية استقرار أكثر من 200 أسرة من الروهينغيا في منطقة شيكاغو وفي هذه الأثناء فإن مؤسسة الزكاة تعمل على مساعدة مجتمع الروهينغيا لتأمين مركز اجتماعي بالقرب من شارع ديفون، وهو حي معروف بثقافته المستقاة من منطقة جنوب آسيا.
ومن المتوقع أنْ يصبح هذا المركز المجتمعي بمثابة مساحة آمنة حيث يمكن للأسر الروهينغيةالحفاظ على هويتهم، وأنْ يحتوي على البرامج الاجتماعية والدينية ذات الصلة مع تقديم دورات خاصة للنساء.
وفى نفس السياق قالت بشيرة منسقة البرامج في مؤسسة الزكاة" إنّ طوائف الروهينغيا يركزون على الاحتفاظ بهويتهم في هذا البلد، فإننا نجد أنَّ لبعض هذه الأسر أطفال ولدوا هنا في أمريكا ، وعلى الرغم من ذلك فإنّ هذه الأسر تدرك ن أنّ التعليم الذى يناله أبناؤهم يساعدهم على الاحتفاظ بهويتهم ويعمل على تنمية قدراتهم الشبابية".