وفقا لوكالة الأمم المتحدة للاجئين يوجد اليوم أكثر من 65 مليون لاجئ في العالم ، هذا الرقم الكبير هو أكثر من إحصائية لأنه في نهاية المطاف يمثل حياة بشر، كل واحد فيهم لديه قصة عميقة وراء ذلك.ومنها الشابة ساهرو هي في الأصل من مقديشو في الصومال.
الصراع دمر وطنها الصومال فشرد عائلتها وأجبرها على الفرار إلى دولة كينيا المجاورة. وعند وصولها العاصمة نيروبي تلقت المساعدة من منظمة هيشيما كينيا((Heshima Kenya) والتي شارك في تأسيسها كل من (Anne Sweeney and Yalyn Good) وهي منظمة تحمي الأطفال اللاجئين القصر المنفصلين عن ذويهم والشباب من الاستغلال والإيذاء، ودعمت بشكل مباشر الأطفال والشباب اللاجئين من خلال مشاريع تمكين الفتيات كذلك حملات ضد العنف الجنسي القائم على نوع الجنس.
مؤسسة الزكاة الأمريكية تعمل بشكل وثيق مع منظمة هيشيما كينيا (Heshima Kenya), وتقوم بتمويل العديد من البرامج منها دورات تعليم اللغة ودورات الخياطة.
وقالت ساهرو " كنت واحدة من بين فتيات هيشيما تلقيت التعليم و دروس الخياطة وصقلت خبرتي بالحياة و أصبح بمقدوري حياكة الأوشحة اليدوية".
ومنذ حوالي ثلاث سنوات أعيد توطين ساهرو في الولايات المتحدة الأميركية. ودعيت ساهرو للمشاركة في فعالية في مدينة بوسطن والتي من خلالها تحدثت عن قصتها حيث حركت مشاعر أحد المشاركين للتعاطف معها وقام بعرض وظيفة عليها في شيكاغو حيث انتقلت.
وزارت ساهرو مؤخرًا مقر مؤسسة الزكاة في شيكاغو وتحدثت عن قصتها للعاملين الذين تأثروا من حكاية البقاء على قيد الحياة في مواجهة الشدائد. مؤسسة الزكاة تعمل حاليا على إعداد فيلم وثائقي يركز على قصة ساهرو لتسليط الضوء على أزمة اللاجئين العالمية الحالية.
ساهرو استغرقها الأمر فترة من الوقت للتكيف والعيش في بيئة ذات معايير اجتماعية وثقافية مختلفة، ولكنها بدأت تشعر بالاندماج اكثر، تحدثت مؤخرا مع والدتها التي تعيش حاليا مع شقيقها في مخيم للاجئين في إثيوبيا والتي تعاني من فقدان الذاكرة، و تبحث عن باقي افراد اسرتها، وأشارت ساهرو إلى أن أهم أولوياتها حالياً مساعدة اللاجئين عن طريق تقديم الدعم الطبي لهم والمأوى ثم الغذاء والماء.
وظروفها تجعل من الصعب عليها أن تبقى على اتصال دائم مع أسرتها التي نشأت معها، ولكن ساهرو ليست وحيدة في رحلتها الجديدة وإنما لديها زوجها وابنها الصغير، و تتمحور أهدافها حول مساعدة الناس على تحسين أنفسهم.