مؤسسة خيرية دولية تتولى إدارة مأوى للمهاجرين في شيكاغو
المؤسسة تركز على تقديم الدعم التعاطفي وتعزز الخدمات الإضافية للأسر داخل المأوى
المؤسسة تركز على تقديم الدعم التعاطفي وتعزز الخدمات الإضافية للأسر داخل المأوى
افتُتح في حي "بورتاج بارك" في مدينة شيكاغو، مأوىً جديداً للمهاجرين داخل مدرسة كاثوليكية سابقة، بإدارة مؤسسة خيرية عالمية لديها خبرة في مساعدة اللاجئين، على عكس الملاجئ الأخرى التي كانت تُدار من قِبل المدينة.
و يستضيف المأوى الجديد في حرم مدرسة سانت بارثولوميو حاليًا 93 لاجئًا، معظمهم من فنزويلا،وتدير مؤسسة الزكاة هذا المأوى، وتقدم نموذجًا يعكس ما يطمح العديد من المدافعين عن حقوق الإنسان إلى رؤيته في الملاجئ التي تديرها المدينة، ويُظهر هذا النموذج أن مشاركة أكبر من المنظمات المجتمعية تسهم في تحسين الخدمات المقدمة في المأوى."
وأوضح مسؤولو مؤسسة الزكاة أن هذه هي المرة الأولى التي تدير فيها المؤسسة مأوى للمهاجرين، رغم أن لديهم خبرة واسعة في العمل الإنساني مع المهاجرين واللاجئين. وأكدوا رغبتهم في العمل عن كثب مع المهاجرين لفهم ظروفهم بشكل أفضل.
وقالت دونا نيل دمير، المستشارة الصحية في مؤسسة الزكاة: "لتحقيق النجاح في إدارة الملاجئ، يجب أن يكون لديك فريق عمل مناسب يتسم بالتعاطف".
يذكر أن ذكر مؤسسة الزكاة تُنفق أكثر من 500,000 دولار من التمويلات الخاصة لتشغيل المأوى، وقد قامت بتوظيف 15 موظفاً، بما في ذلك المشرفين والإداريين. كما يُجرى العمل على تجديد مبنى آخر ومن المتوقع افتتاحه بعد استكمال الإصلاحات، يتم إعداد وتقديم الطعام في المأوى من قبل مطعم محلي إكوادوري.
وجاء تدخل مؤسسة الزكاة لإدارة المأوى في ظل تزايد الاستياء من شركة 'فافوريت هيلث كير ستافينج في كانساس، وتم التعاقد معها منذ عام 2022 من قِبل مسؤولي مدينة شيكاغو لإدارة عدة ملاجئ، حيث واجهت الشركة انتقادات حادة بسبب أسلوب إدارتها.
وتلقت شركة التوظيف انتقادات قاسية بسبب أسلوب إدارتها الفض مع المهاجرين، الذين اشتكوا من سوء تعامل الشركة معهم. وبحسب WBEZ فإنها تلقت مئات الشكاوى من المهاجرين، تتضمن إهانات وتعليقات معادية للأجانب، تعرضوا لها من موظفي الملاجئ والمشرفين عبر عدة مواقع.
كما أشارت الانتقادات إلى أن هذه الملاجئ لا تقدم دعمًا كافيًا للأسر على المدى الطويل، علماُ أن المدينة دفعت لشركة التوظيف ما يقارب 300 مليون دولار لإدارة هذه الملاجئ.
وقالت مؤسسة الزكاة:" إن إدارتها للمأوى تشمل تقديم الإرشادات والدعم للمهاجرين،يتم توصيل المقيمين فور وصولهم بمسؤول قضايا لمتابعة احتياجاتهم، وتوفير الخدمات الطبية لهم، والفرص التعليمية، مثل دروس اللغة الإنجليزية، وتدريبات حول حقوقهم.
وقالت اللاجئة استيفانيا ريفاس، البالغة من العمر 20 عامًا، باللغة الإسبانية أثناء توجهها إلى غرفة الطعام لتناول الغداء مع طفلها في الملجأ: 'أشعر بالراحة هنا، لقد تلقيت الكثير من المساعدة، خاصة في ما يتعلق بخدمات الهجرة'
تجدر الإشارة إلى أن ملجأ الزكاة لا يعد جزءًا من شبكة الملاجئ التي تديرها المدينة والولاية والتي تشمل 17 مركزًا لاستقبال المهاجرين، التي أُنشئت لاستيعاب الآلاف من طالبي اللجوء في العامين الأخيرين، و بدلاً من ذلك، جاء هذا الملجأ نتيجة شراكة بين أبرشية شيكاغو، التي توفر المكان مجانًا لمدينة شيكاغو دون أي تكاليف مادية، ومقاطعة كوك التي ساهمت في تجديد المبنى، في حين تتولى مؤسسة الزكاة إدارة العمليات فيه.
وقالت ناتالي مورينو المشرفة في المأوى: "تأتي هيئة الصحة في مقاطعة كوك إلى الملجأ ثلاث مرات أسبوعيًا، حيث تقوم بتحديد المواعيد للمرضى،وتقديم الخدمات الصحة النفسية."
وأوضحت مورينو أن ورش العمل الأخرى التي تُقدَّم في المأوى، تشمل تدريبات حول كيفية استخدام وسائل النقل العامة للتنقل في المدينة.
وفي سياق منفصل، عملت مورينو في ملاجئ تديرها المدينة لأكثر من عام، حيث أعربت عن استيائها من الأسلوب الذي يتبعه بعض الموظفين في التعامل مع طالبي اللجوء، مشيرةً إلى تباين كبير بين طريقة تعاملهم، وما تسعى المؤسسة إلى تقديمه من دعم وتعاطف.
في حديثها، أوضحت مورينو أن التعاطف المطلوب للعمل مع المهاجرين لا يُكتسب بالتدريب، بل هو صفة متأصلة في الموظفين، إما أن يتحلوا بها أو لا، و رغم أصولها المكسيكية ونشأتها في تكساس، تحرص على الاستماع إلى قصص المهاجرين الصعبة، ومعاناتهم أثناء فرارهم من أوطانهم.
وأشارت أمينة دمير رئيسة العمليات في المؤسسة، إلى أن المؤسسة تدرك أن مساعدة المهاجرين على تحقيق الاستقلالية يمثل تحديًا كبيرًا ومكلفًا، رغم الجهود المبذولة لاستقبال القادمين الجدد.
وأوضحت دمير أن مؤسسة الزكاة تسمح للمهاجرين بالبقاء في المأوى لمدة تتراوح بين ثلاثة وستة أشهر، إلا أن هذه الفترة قد تكون غير كافية لتأمين الاستقلالية الفعلية للمقيمين.
وقالت دمير: "إن فترة الإقامة تستمر لمدة ستة أشهر، حيث يُفترض أن يتم استيعاب الأفراد خلال هذه الفترة، ونقلهم إلى وضع أكثر استقراراً لاحقاً، لكن بحلول الوقت الذي يبدأ فيه الأفراد في الاستقرار وتسجيل أطفالهم في برامج تعليمية، تكون فترة الستة أشهر قد انتهت، ويكونون ما زالوا في مرحلة مبكرة من التعافي."
و ترى أمينة دمير أن تعلم لغة جديدة والعيش في مدينة جديدة أمر بالغ الصعوبة ،لكن على عكس اللاجئين الروهينغا والأفغان الذين ساعدتهم مؤسسة الزكاة سابقا، لا يستطيع العديد من المهاجرين من أمريكا الجنوبية العمل بشكل قانوني، ما يجعل الوصول إلى الاستقلال المالي مهمة صعبة جدا.