مشروع فني مجتمعي يعيد العدسة على المراقبة الحكومية
بقلمTasmiha Khan
بقلمTasmiha Khan
بالنسبة للمخرجة آسيا بونداوي،الحي الأمريكي في ضاحية بريدجفيو إلينوي، الذي أغلب سكانه من العرب، كان محور فيلمها الوثائقي لعام 2017 "الشعور بالمراقبة"(The Feeling of Being Watched) دليلاً على أنهم لم يكونوا يتوهمون، بعد سنوات من مراقبة مكتب التحقيقات الفيدرالي لمجتمعهم.
وقالت بونداوي "لطالما أتذكر (recalls)، كان كل شخص في الحي الذي أسكن فيه يشعر أننا تحت مراقبة الحكومة بشكل دائم، و رأيت واجباً علي كصحفية التحقيق ومعرفة ما حدث". حيث كشفت تقاريرها عشرات الآلاف من الصفحات عن تحقيق سري من وثائق لمكتب التحقيقات الفيدرالي والتي تحمل اسم "عملية الخيانة الهمجية"، والتي استهدف المجتمعات الأمريكية المهاجرة إلى حد كبير من العرب والمسلمين،خارج شيكاغو خلال التسعينيات والعقد الأول من القرن الحادي والعشرين.
وقالت بونداوي "كان هذا أكبر تحقيق محلي في الإرهاب يقوم به مكتب التحقيقات الفيدرالي في الولايات المتحدة قبل هجمات 11 سبتمبر.،وقد ركزت على الحي الذي أسكن فيه"
تم عرض الفيلم لأول مرة في العالم في مهرجان تريبيكا السينمائي 2018. وقد أذاعته قناة( PBS) وفاز بالعديد من الجوائز والمنح الصحفية المرموقة. لكن بالنسبة لبنداوي ، وهو أيضًا زميل مختبر الأفلام الوثائقية المفتوح في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، و نايت والاس للصحافة ، فالفيلم يؤكد فقط على أهمية العمل الذي لا يزال يتعين عمله، لفهم كيف أثرت مراقبة الدولة العدوانية والعرقية على الحي الذي تسكنه.
وأقامت مؤخراً في الفترة بين 15 يونيو حتى 9 يوليو، في مؤسسة الزكاة الزكاة الأميركية في منطقة شيكاغو معرضاً قدمت خلاله ارشيفًا مجتمعيًا ثرياً واستوديو فنيًا، وهو جزء من مبادرة أكبر بقيادة بونداوي تسمى(the Inverse Surveillance Project) مشروع المراقبة العكسية.
حيث تم عرض آلاف من سجلات المراقبة الحكومية التي كشفتها بونداوي في تحقيقها على حائط بشكل دائري لتكون بمثابة "لوحة" أرشيف مجتمع ثري.
وقالت نهى شقيقة بونداوي، منتجة المشروع "تنظيم أرشيف ثري للمجتمع، يؤكد رفض مجتمعاتنا القاطع للسماح بالتأطير العنصري والخبيث والمشوه لـ"عملية الخيانة المبتذلة" " ( FBI's Vulgar Betrayal) التي تحدد قصصنا أو تؤثر على نظرتنا لأنفسنا". من خلال المشروع الفني المجتمعي ، أصبح بدلاً من ذلك موقعًا للشفاء الجماعي، واستعادة سرد حكاياتهم الخاصة.
"نحن مستثمرون بعمق في تصوير ثراء مجتمعنا وامتلائه ودقته وتعقيده وجماله وفقًا لشروطنا الخاصة، ورفض فكرة أنه يتعين علينا الاعتذار أو الإنعزال أو تغيير طريقنا ليتم قبولنا."
في الوقت الذي كانت فيه آسيا بونداوي تحضر لفيلمها تم رفض طلبها للحصول على السجلات بموجب قانون حرية المعلومات التي أعدتها الحكومة عن مجتمعها. ولكن بعد رفع دعوى قضائية ناجحة ضد مكتب التحقيقات الفدرالي ، حصلت حق الوصول إلى 33120 صفحة من السجلات ، وعقود من وثائق مكتب التحقيقات الفدرالي ، ولكن تم تنقيح الكثير من المعلومات.
وقالت " لقد فزت، لكنني ما زلت أنظر إلى آلاف الصفحات من وثائق مكتب التحقيقات الفدرالي المليئة بالعيوب "، مضيفةً كصحفية media شعرت بإحباط غير عادي ، وشعرت أنني اصطدمت بجدار، لذلك حولت إحباطي إلى قوة من خلال مشروع المراقبة العكسية.
وقال فريق بونداوي إنهم يستخدمون التعلم الآلي لإنشاء أرشيفات مضادة ، وذلك باستخدام المعرفة التاريخية لمراقبة مكتب التحقيقات الفيدرالي لمجتمعات عرقية أخرى ملونة، بالإضافة لقيام أعضاء المجتمع المحلي بإلقاء محاضرات عن تجاربهم الحية لملء الثغرات.
"أسميتها مشروع وثائقي هجين لأن السؤال هو: أين تنتهي الحاجة الصحفية للمعلومات من أجل الحقائق وتأتي الرغبة العاطفية في المعنى؟" وتسائلت. "عندما ننظر إلى التنقيحات ، فإن الأمر لا يتعلق فقط بالتنبؤ بالمعلومات التي ربما تكون قد اختفت. إنه أكثر من ذلك. المعنى مهم أيضًا. "
وقال المنظمون إنهم يهدفون من خلال ورش(workshops) عمل التطريز إلى جمع المجتمع معًا لتعلم التطريز وإعادة تعلمه وممارسته، ويعكس كيف يمكن للتجربة الجسدية للتطريز أن تكون مغذية للشفاء. يساهم أعضاء المجتمع بتصميماتهم المطرزة الخاصة في قطعة تطريز مشتركة ستكون جزءًا من تثبيت مشروع المراقبة العكسية، عندما يتم عرضه لاحقًا في المتاحف في جميع أنحاء البلاد.
وقالت سعدية نواب: "استلهمت ورشة العمل لدينا من حاجة أفراد مجتمعنا إلى قضاء وقت إرادي للتفكير في قصصهم ومشاركتها من أجل رؤية القواسم المشتركة في تجاربنا والتي تؤثر فينا و تجسدنا".
وقال المنظمون" إن هذا المشروع الفني والشفائي الموجه نحو المجتمع أمر بالغ الأهمية لمساعدة حيهم على استعادة روايتهم الخاصة بالطريقة التي يختبرونها بأنفسهم ، على عكس الطريقة التي ينظر بها الغرباء إليهم من خلال عملية الخيانة المبتذلة".