علي أحمد شريف: تحية لرائد الزراعة المستدامة وبطل إنساني
بقلم: السيد خليل دمير المدير التنفيذي لمؤسسة الزكاة الأميركية
بقلم: السيد خليل دمير المدير التنفيذي لمؤسسة الزكاة الأميركية
في 27 أغسطس عام 2017 تلقيت اتصالاً هاتفياً من صديقي عمر في جوهانسبرغ جنوب أفريقيا. أخبرني فيه عمر أن علي توفي في انتظار عملية زرع قلب في مستشفى جوهانسبرغ. لم أستطع أن أصدق أن علي قد مات فجأة
يتحدث الناس عن الأبطال أعدك، مهما كان البطل، فأن علي شريف كان بكل تأكيد واحداً منهم. وكان بطلاً ريادياً في دمج الزراعة المستدامة مع العمل الإنساني. كان علي صاحب عقل بارع وكان واحداً من أكثر الأشخاص ابداعاً ممن التقيت بهم في حياتي. عندما كانت عيناه ترى الصحراء يبدأ عقله بالتخطيط لتحويلها إلى بستان خَلاَّب.
ولد علي في إيران وتلقى تعليمه في لندن. وكان طالباً بارزاً في مؤسسة بيل موليسون للاستزراع المائي في استراليا. أكمل دراسته في عام 1981، وكان مستعداً لتكريس حياته لممارسة ما تعلمه. ذهب إلى أمريكا اللاتينية، حيث أمضى أكثر من 20 عاماَ من حياته في تطوير مواقع الزراعة المستدامة" الاستزراع المائي" في جميع أنحاء منطقة الأمازون.
أسس الزراعة المستدامة لأمريكا اللاتينية، حيث قام بتدريب الآلاف من الطلاب ليكونوا خبراء في هذا المجال. أصبح معهده نموذجاً لإنتاج الخبراء وكان واحداً من أولى المنظمات التي جلبت مفهوم الزراعة المستدامة إلى الولايات المتحدة الأميركية، واليوم ومما لا شك فيه أن كل بلد في أمريكا اللاتينية لديها مشاريع للزراعة المستدامة يديرها طلاب علي.
علي زارني في مكتب مؤسسة الزكاة في شيكاغو. وأعددت له وجبة إفطار تركية. وقال لي أنه لن ينسى أبداً وجبة الإفطار هذه. وكان كثيراً ما يتصل بي ويمازحني القول: "آغا خليل [الفارسية: سيدتي العزيز]، أنا قادم لتناول الإفطار التركي مرة أخرى."
اتذكر مرة عندما أخبرني برغبته في الانتقال إلى أفريقيا وعندما سألته لماذا قال : "حسنا أنا متعب من العيش في الهواء والماء، ودائماً راكباً الطائرات والقوارب في منطقة الأمازون. ارغب في النهاية العيش على الأرض، ابتسم ثم بنبرة أكثر جدية أوضح أفريقيا لديها الموارد.
وأود في النهاية إلى العيش على الأرض، "ابتسم، ثم بنبرة أكثر جدية أوضح أن" أفريقيا لديها الموارد وليست بحاجة أن تعاني من المجاعة والفقر والجوع. من خلال إدخال الزراعة المستدامة، يمكننا تغيير مصير أفريقيا. على الأقل، يمكننا خلق الأمن الغذائي ".
وسألني إذا كانت مؤسسة الزكاة تدعم مثل هذا الجهد، قلت له أن رؤيته تتماشى تماماً مع الزكاة، ونحن بالتأكيد سوف ندعم مشروعه .
ومع أخذ هذا الهدف في عين الاعتبار، سافر علي إلى موزامبيق وقضى السنوات الست التالية في تطوير مواقع للزراعة المستدامة في المناطق التي تعاني من سوء التغذية الحاد ،وفيروس نقص المناعة البشرية والفقر المدقع.
وأسس معهد الزراعة المستدامة في موزمبيق (IPERMO) الذي كانت الزكاة فخورة برعايته. كان علي انساناً رائعاً ومعطاءاً من بين معظم الناس الذين عرفتهم.
ورحل علي في يوم حار من شهر آب. فقد كل من العالم الخيري والزراعة المستدامة احد اصدقائهم الأكثر قيمة وتفاني،حيث سيكون من الصعب جداً ملء الفراغ الذي خلفه علي وراءه، ولكن باستطاعتنا المحاولة في جعل حلمه حقيقة واستمرار العمل قدما نحو أهدافه لجعل العالم مكاناً أفضل.
نسأل الله العلي العظيم أن يتفقده بواسع رحمته ويغفر ذنوبه. بكل تأكيد، سنشتاق إليه. رحمك الله صديقي واخي علي.