وقال "بمجرد وصولي بدأ القرويون يغنون ترحيباً بي، انضممت إلى الغناء ورقصنا في دوائر حول البئر إحتفالاً و كان الناس يصفقون ويبتسمون بعد ذلك ، قاموا بتبديل اللحن ليكونوا معبرة عن شكرهم الله على البئر ". و أوضحوا له أهمية إنشاء البئر حيث فوائده كبيرة من توفير مياه عذبة وري المحاصيل وسقي الماشية ولكن وجوده قريب من السكان الأهم لأنه يوفر الأمن والحماية للفتيات القصر اللواتي كن يتعرضن للأعتداء.
في السابق الفتيات الصغار كن يسرن لمسافة أميال عبر الشجيرات للوصول إلى النهر وجلب الماء، و كان من الشائع جداً أن يتم اختطافهن وإجبارهن على الزواج. ولكن الآن بعد أن أصبحت المياه هنا في القرية ، لا تحتاج الفتيات إلى السير بعيدًا ، فهن في آمن و آمان عند جلب المياه. "
كم هو جميل أسلوب ضياء ويسر و رزان في منح الآخرين إلهاماً حتى بعد رحيلهم وكان بئر المياه الذي حل عددًا كبيراً من مشكلات سكان القرية أحد تلك الإلهامات. يومًا بعد يوم ، يستمر القرويون في الإستفادة من البئر في كل مرة ينظرون على حائط البئر ، يقرؤون أسماءهم ويتذكرون قصتهم ، ويدعون لهم و لجميع المانحين. من أسماء الله سبحانه وتعالى الغني و الرازق مما يعني أن عطاء الله لا حدود له
في عالم مادي مثل عالمنا ، من الصعب رؤية النعم (سواءً أكانت في شكل من أشكال الثروة أو الفرح أو الوقت أو ما إلى ذلك) على أنها غير محدودة ونادرة لكن الله يعلمنا في القرآن الكريم:
مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِائَةُ حَبَّةٍ وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ﴾ سورة البقرة (261). عندما نعطي من وقتنا وثروتنا وطاقتنا نفتح المزيد من الأبواب أمام العطاء إن أعمالك الخيرية تجلب فرصًا جديدة للآخرين للعطاء في هذا العالم بمساهماتها الفريدة. مياه البئر الذي حفرته مؤسسة الزكاة في ذكرى ضياء و يسر ورزان مستمر في تزويد سكان قرية شيهوم بالمياه العذبة الجارية وستواصل القيام بذلك لعقود قادمة. وكل قطرة من المياه منها ستكون بمثابة شهادة على روح العطاء التي تدفقت من حياة ضياء و يسر و رزان تماماً كما حافظوا على العطاء وهم أحياء. الآن يتجدد هذا العطاء بعد رحيلهم.
هذه هي الطريقة التي يولد بها العطاء ويتجدد.
ماذا ستفعل لإلهام الآخرين للعطاء؟ ما هو الأثر الذي ستتركه؟